قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن الرئيسان الليبى معمر القذافى والسورى بشار الأسد قد حولا الربيع العربى إلى حجيم عربى، وأضافت أن كلا منهما يرى أن هذا العام يجب أن يكون ثلاث فصول فقط بدون ربيع.
وشبهت المجلة الأسد والقذافى بالرئيس العراقى الراحل صدام حسين، وقالت إنهما مثله لا يتسامحون مع المعارضة ويردون عليها بالسلاح، ويتشبثون بمناصبهم التى يشغلونها بدون شرعية ويعتمدون على القبلية للحفاظ على سلطاتهم ويخشون من العدالة. وجميعهم مقتنعون بأن ما يفعلونه هو الصواب.
وتمضى المجلة فى القول، إن الثورتين المصرية والتونسية قد نجحتا لأن الجيش تخلى عن رأس الدولة. فبدون شجاعة وجرأة ضباط الجيش لكان كلا البلدين يواصلان دفن موتاهم.
لكن الإذلال هى وسيلة مشتركة بين الطغاة، فاحتقار وسحق المواطن وسيلة لتنظيم وضمان توطيد السلطة والرئيس يصبح أبا للأمة لا يمكن الجدال معه، وهو حر فى أن يفعل ما يريد وما يحلو له، وتقوم التقاليد العربية على احترام الأب بشكل كامل.
ولهذا السبب لم يكن مبارك فقط بل زين العابدين بن على والقذافى وبشار الأسد يخلطون بين موارد البلاد وثرواتهم الخاضة ويقدمون أنفسهم على أنهم آباء لبلدانهم، وأصبح الخلط بين أموال الدولة وأموال الزعيم هو أحد تداعيات الدكتاتورية. فقيل إن عائلة مبارك تمتلك 70 مليار دولار وعائلة بن على 17 مليار.
وقد شهدت ثورتى مصر وتونس ظاهرة جديدة وهى ظاهرة الفردية، فالناس لم تكن تطالب بزيادة الأجور لكن تطالب بقيم عالمية كالكرامة والحرية واحترام حقوق الإنسان، وكان المتظاهرون يؤكدون على حقوقهم وواجباتهم كأفراد ويرفضون أن ينظر إليهم باعتبارهم توابع لرئيس الدولة.
من ناحية أخرى، اعتبرت نيوزويك أن أحد الانتصارات الأساسية التى استطاع الربيع العربى تحقيها هى فشل الإسلام السياسى، فالحجة التى كان كلا من زين العابدين بن على ومبارك يسخدماها للبقاء فى السلطة والقيام بالبيزنس مع الغرب قد ثبت أنها وهماً، فقد أدت الثورات التى لم يلعب فيها الإسلاميين أى دور إلى خسوف الإسلام السياسى تماماً، فالإسلاميون لم يفوتهم القارب فقط بل إنهم لم يروه يصل من الأساس.
ففى مصر اتجه الإخوان المسلمون نحو تأسيس حزب سياسى ويقبلون الآن بقوانين الديمقراطية، وأصبح الإسلام السياسى جركة واحدة بين حركات كثيرة فى المجتمع له الحق فى الوجود لكن مع احترام القواعد والقوانين الديمقراطية.