في بعض الأحيان ينتاب الإنسان نوبة من الإحباط ،
والتي تدعوه إلى الكسل والنوم العميق ، هذه النوبة تهلك الإنسان ،
تضيّع وقته ، ومجهوده ، وعلاقته بربه والناس ،
هذا ما يحدث للإنسان إذا أصابته هذه النوبة من الإحباط ،
ولكن السؤال : هل يستمر الإنسان في هذه النوبة طويلاً ، ويقضي فيها وقتاً كثيراً ؟
أم أنها لا تؤخذ وقتاً من هذا الإنسان ؟ يستعيد بعدها قوته ،
ومجهوده من جديد ، بعض الحقائق نؤكدها وهي :
يومك يومك
كثير منا من ينظر إلى نفسه فيصيبه الإحباط ، فهذه النفس لا تقدر على التقدم ،
وهو ينظر في تاريخه فيجد مواقف من الإحباطات المتكررة ، والمواقف الفاشلة ،
فلو نظر إليها لوجد نفسه عرضة للإحباط المتكرر ،
فإذا استشعر الإنسان لحظات حياته لحظة لحظة ،
ونظر إلى يومه يوماً يوماً ، فإنه ولا شك سيحاصر هذه الإحباطات المتكررة ،
وهو بذلك يعتبر هذا اليوم هو حياته كلها ؛
فلذلك فهو يعمل ولا ينظر لا إلى ما فات ، ولا إلى مايأتي فيومه يومه .
لا تيأس من تكرار المحاولة
كثير منا يبدأ حياته ، ويحدد مصيره ، ويمسك بورقته وقلمه ،
ويحدد أهدافه ، ولكنه لا يلبث أن يعود إلى حاله من جديد ،
ويرجع القهقري ، ولكنه لابد عليه ألا ييأس ،
فكل محاوله للرجوع من جديد تكتب له لا عليه ،
وكل مجهود يبذله في ميزانه ، فلا تيأس ، ودائماً حدد هدفك ،
ودائماً امسك ورقتك وحدد أعمالك وهدفك ، وحدد معالم مستقبلك ،
فإلى دوام إن شاء الله ، وإلى تقدم ونهضة بإذن الله .
أكثر من العمل وقت النهوض
هذه من وصايا سلفنا الصالح ، أن وقت النهوض يكثر الإنسان من العمل ،
فلا يدري متى يغلق الباب ، فهذه فرصة عظيمة ،
وتذكر دائماً أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ،
وأن الخير الذي يقدمه الإنسان يجده في كل مواقف حياته ،
فما عليك إلا أن تكثر وقت النهضة ،
فكل ماتقدمه في هذا الوقت يكون لك رصيداً وقت الركود .
ودائماً الله وحده يزيل الإحباط
لا ييأس أبداً من كان وكيله الله ، ولا يحزن أبداً من كان وليه الله ،
فدائماً استعانتنا بالله ، وذكرنا له ، وتذكرنا لنعمه ،
وبكاؤنا من خشيته قادرة على تغيير الحال ،
فكيف يجد من فقد الله ، وكيف يفقد من وجد الله .