أفاد ناشطون حقوقيون أن القوات السورية اقتحمت بالدبابات اليوم الخميس مدينتى سراقب بمحافظة إدلب (شمال غرب) وقصير بمنطقة حمص (وسط)، غداة مقتل 19 مدنيا على الأقل فى سوريا أمس الأربعاء بينهم 18 فى مدينة حمص بعد انسحاب الجيش من حماة وإدلب، وفى وقت كثفت فيه الدول الغربية مطالبتها مجلس الأمن الدولى، خلال جلسة عقدها أمس، باتخاذ "إجراءات إضافية" ضد نظام الرئيس بشار الأسد بعد رفضه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموى للمتظاهرين المطالبين برحيله.
وقال مدير المرصد رامى عبد الرحمن "إن دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر أمنية وعسكرية اقتحمت المدينة صباح اليوم"، لافتا إلى أنه سمع أصوات إطلاق الرصاص "بشكل كثيف" فى المدينة التى تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح تطالب برحيل النظام.
من جهة أخرى، أفاد ناشط حقوقى فى حمص أن عشرات الدبابات اقتحمت مدينة قصير التى تبعد 30 كلم إلى جنوب غرب حمص (وسط)، مؤكدا قيام القوات الأمنية بحملة اعتقالات وقطع جميع الاتصالات عن المدينة التى هرب العديد من سكانها إلى البساتين المجاورة.
من جهة أخرى، اعتبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة اوسكار فيرناديز-تارانكو أن الأسد تجاهل دعوات وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه واصل حملة القمع الدموية ضد المتظاهرين رغم مطالبة مجلس الأمن الدولى نظامه بوقف العنف.
وفى تقرير عن تطورات الأحداث فى سوريا بعد أسبوع من إصدار مجلس الأمن بيانا رئاسيا يدين حملة القمع، قال تارانكو إن مسئولين من الأمم المتحدة التقوا دبلوماسيين سوريين وفى نفس الوقت كانت ترد تقارير عن وقوع مزيد من القتلى، لافتا إلى أن 87 شخصا قتلوا فى أعمال العنف الثلاثاء الماضى وحده، وأن قوات الأمن تعمد فى بعض الأحيان إلى قطع الكهرباء عن بلدات مستهدفة فى العمليات.
وبعد الاجتماع، قارن المندوب السورى فى مجلس الأمن بشار الجعفرى بين الوضع فى بلاده وما تشهده بريطانيا حاليا من أعمال شغب، قائلا "انه لمن المفيد الاستماع إلى رئيس الوزراء البريطانى وهو يتحدث عن مثيرى الشغب وينعتهم بالعصابات"، مضيفا "لا يسمح لنا استخدام المصطلح نفسه للحديث عن مجموعات مسلحة وإرهابية فى بلدي.. هذا نفاق، هذه غطرسة"، مؤكدا أن "ما حدث فى لندن وبرمنجهام وبريستول لا يعدو كونه واحدا بالمائة ربما مما حدث فى بعض المناطق المضطربة فى بلدى ومع هذا يرفض بعض الناس الاعتراف بالواقع".
من جانبه، سارع المندوب البريطانى فى الأمم المتحدة فيليب بارهام إلى الرد على هذه التعليقات، واصفا إياها ب"المثيرة للضحك"، معتبرا أن "المملكة المتحدة أخذت إجراءات متكافئة وقانونية وشفافة لضمان تطبيق القانون على مواطنيها".
وأضاف انه بالمقابل "فى سوريا، تشن هجمات على الآلاف من المدنيين العزل الذين قتل الكثيرون منهم. المقارنة التى أجراها السفير السورى مثيرة للضحك".