أصدرت اللجنة الاستشارية العليا للتغيير، المنبثقة عن مؤتمر التغيير للمعارضة السورية فى أنطاليا، بياناً رحب فيه أعضاء المؤتمر بموقف خادم الحرمين الشريفين من الأحداث التى تجرى فى سوريا من قتلٍ وقمعٍ واغتصابٍ وقصفٍ للمدنيين العزل، وكما ثمنوا موقف الملك عبد الله، ومطالبته الرئيس السورى والسلطات بالوقف الفورى لهذه الأفعال التى لم تقرها ديانة ولا شريعة من الشرائع السماوية.
وجاء فى البيان، "إن المؤتمر السورى للتغيير "أنطاليا"، تلقى ببالغ والتقدير والإكبار، كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، الموجهة إلى سوريا، فقد أثبت من خلالها مجدداً، أن المملكة لم تصمت على الظلم سابقاً، ولن تسكت عنه لاحقاً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشعب شقيق أعزل، إلا من كرامته، يتعرض لأبشع أنواع القتل، بما فى ذلك قتل الأطفال والنساء والشيوخ، والتعذيب والاعتقال والسحل والتدمير والتهجير والتجويع، على أيدى نظام بشار الأسد الفاقد للشرعية الوطنية، الذى لم يراع القيم الإسلامية حتى فى شهر رمضان المبارك، ولا القيم الإنسانية، حتى بعد كل المطالبات والمناشدات والتحذيرات العربية والإسلامية والدولية، المباشرة منها وغير المباشرة".
وأضاف البيان، "إن المؤتمر السورى للتغيير، يثمن فحوى كلمة خادم الحرمين الشريفين، التى تلقاها الشعب السورى الحر بحب وتقدير بالغين، من رجل لا يقف إلا مع الحق، بما فى ذلك تأكيده على أن الحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، فالأسباب كلها اختصرها نظام الأسد بسبب واحد فقط، وهو استمراره فى اغتصاب سلطة، بكل الوسائل التى يمتلكها، والجميع يعلم، بأنه فى الحقيقة لا يمتلك سوى آلة قتل وحشية صانعة للفظائع، يستخدمها ضد شعب يريد استرجاع حريته المسلوبة منذ أكثر من 41 عاماً، ويسعى إلى إقامة دولة، تتقدم وتزدهر بمكوناتها الوطنية، مستندة إلى معايير العدالة والمساواة".
كما شدد البيان، على أهمية قول الملك عبد الله بن عبد العزيز، بأن الجميع يعلم أن كل عاقل عربى ومسلم، أو غيرهم، يدرك أن ذلك ليس من الدين، ولا من القيم، والأخلاق، فما يقوم به نظام الأسد، لا يستند إلا إلى شريعة واحدة، وهى شريعة الغاب.
وأوضح أعضاء المؤتمر، أنهم يتفقون تماماً مع ما أكده خادم الحرمين الشريفين، بأن مستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع، كما أكدوا بهذا الصدد، على أن هناك طرفا واحدا فى سوريا، يعمل على جرف البلاد إلى أعماق الفوضى والضياع، وهو نظام بشار الأسد، الذى استهجن النصائح العربية والإسلامية والدولية الصادقة، قبل أن يقذف بها عرض الحائط، وعلى هذا الأساس، لا يمكن لهذا النظام أن يقود إصلاحاً، فضلاً عن أن كل الإصلاحات التى ادعى القيام بها، غلفتها الوعود، ولم يسمح النظام الوحشى لها أصلاً، أن تدخل فى نطاق الواقع، وكان أمراً طبيعياً عدم دخولها فى حياة السوريين كرامة وعزة وكبرياء.
وأشار البيان، إلى أن مطالبة الملك عبد الله بن عبد العزيز، بوقف "آلة القتل وإراقة الدماء"، قد جاءت لتكرس بالفعل المسئولية التاريخية للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وتعزز وقوفها التاريخى أيضاً، إلى جانب أشقائها، وسوريا ليست إلا دولة شقيقة عزيزة على المملكة التى لا ترضى لها سوى العزة والكرامة، والتاريخ كان صادقاً عندما سجل هذه الحقيقة فى صدر صفحاته، وعلى هذا الأساس، يدعو المؤتمر السورى للتغيير، أن تكون كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز لسوريا، بمثابة أساس لاجتماع جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، لبحث الأوضاع الفظيعة، فى بلد مؤسس للجامعة، وعضو فاعل فيها.
ورحب أعضاء المؤتمر، "بشدة" باستدعاء سفير السعودية فى دمشق للتشاور حول الأحداث الجارية فى سوريا التى تنزف، ويسقط فيها الشهداء على مدار الساعة، ويُمنع عن شعبها الطعام والمياه حتى فى شهر رمضان المبارك، وتُقطع عنهم الإمدادات الطبية، ويُقتل حتى المواليد فى حاضناتهم، ويُمثَل فى جثامين شهدائهم، إن الشعب السورى الأبى لا يتعرض إلى عنف، بل إلى حرب إبادة.
جدير بالذكر، أن المؤتمر السورى للتغيير، عُقد فى مدينة أنطاليا التركية فى الفترة ما بين 31 من مايو وحتى 3 من يونيو الماضيين، بمشاركة أغلب القوى والأحزاب السياسية والشعبية، فضلاً عن مشاركة عدد كبير من الشخصيات الوطنية السورية المستقلة، وبلغ عدد المشاركين 420 شخصاً، انتخبوا فى نهاية المؤتمر، هيئة استشارية مكونة من 31 شخصاً، تم تفويضها بالعمل على الوقوف إلى جانب الثورة الشعبية العارمة فى سوريا ودعمها.
وكانت الهيئة الاستشارية قد انتخبت بدورها مكتبها التنفيذى المكون من 10 أعضاء، وقد طالب المؤتمر السورى للتغيير فى بيانه الختامى، باستقالة رئيس النظام السورى بشار الأسد من كل مناصبه، ونقل السلطات وفق الأطر الدستورية، إلى أن يتم تشكيل مجلس انتقالى، يقوم بوضع دستور جديد، والتحضير لانتخابات حرة تقود إلى قيام دولة ديمقراطية مدنية فى البلاد، بعد أن شدد المؤتمر على أن الشعب السورى يتكون من قوميات عديدة، عربية وكردية وآشورية وسريان وتركمان وشركس وأرمن وسواهم.