واجهت خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الانسحاب من أفغانستان انتقادات من أغلب القوى السياسية الأميركية. وعارضها المناهضون للحرب من الليبراليين واليساريين وانتقدها من يتهمون أوباما بإضعاف سطوة الولايات المتحدة في العالم من اليمينيين والجمهوريين. وكان أوباما أعلن مساء أول من أمس عن الخطوط العامة لخطته الجديدة بشأن أفغانستان في خطاب متلفز حظي باهتمام كبير بين الأميركيين الذين يعارضون مواصلة الحرب هناك بأغلبية كبيرة. وقال أوباما إنه أمر بسحب 10 آلاف جندي قبل انتهاء العام الجاري وبالوصول بالرقم إلى 30 ألفا في الصيف المقبل- من إجمالي نحو 100 ألف جندي-.
وأشار أوباما إلى بدء مفاوضات المصالحة الوطنية في أفغانستان وإلى قيادة الحكومة الأفغانية لها، شرط إلا يشارك فيها من لم يقطع علاقته بالقاعدة، وإلى تسليم مهام حماية الأمن للقوات الأفغانية وإلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة والتي وضع مسؤوليتها بصورة غير مباشرة على أكتاف الحروب التي شنتها الولايات المتحدة خلال العقد الماضي. بيد أن رئيسة مجلس النواب السابقة والديموقراطية نانسي بيلوسي، قالت إن خطة أوباما لم تحقق آمال الأميركيين بإعادة قواتهم في وقت أسرع، فيما قال رئيس المجلس الحالي الجمهوري جون بوينر، إن الخطة تهدد بإهدار المكاسب التي حققتها القوات الأميركية في أفغانستان. وقال السيناتور جون ماكين إن القوات التي ستسحب أكبر مما كان متوقعا وإن ذلك يعد مخاطرة حقيقية. ووجه المرشح الرئاسي الجمهوري الأوفر حظا بالمشاركة في سباق الرئاسة المقبل، ميت رومني، بأن أي خطة بالانسحاب لا ينبغي أن تتأسس على قاعدة الحسابات الاقتصادية أو السياسية. ورحب الرئيس الأفغاني حامد قرضاي بإعلان أوباما، معتبرا أنه خطوة إيجابية ومهمة في الحكم الذاتي والاستقلالية الوطنية، في الوقت الذي اعتبرت طالبان أنها خطوة شكلية للإغراء، متعهدةً بمواصلة القتال بوجود عسكري أجنبي واحد في هذا البلد.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، أن بلاده تجري محادثات مع طالبان. وقال إن المحادثات تهدف إلى إبرام اتفاق سلام في أفغانستان.
ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، إن فرنسا ستحذو حذو الخطوة الرائدة التي قدمها الرئيس أوباما لسحب القوات من أفغانستان.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن فرنسا سوف تبدأ أيضا "انسحابا تدريجيا" في "شكل متناسب ووفق جدول زمني شبيه بسحب التعزيزات الأميركية". وينتشر حاليا نحو 4 آلاف جندي فرنسي في أفغانستان.
ميدانياً، قتل جندي أطلسي بهجوم في الجنوب الأفغاني أمس، مما يرفع عدد قتلى القوات الأجنبية منذ بداية العام الحالي لأكثر من 260 جندياً. على صعيد آخر أفادت مصادر دبلوماسية باكستانية أن وزارة الخارجية الباكستانية وجهت سفارة إسلام أباد في واشنطن لإصدار 67 تأشيرة لموظفي وكالة المخابرات المركزية الأميركية الـ(سي آي إيه) للعمل في مكاتب الوكالة في باكستان.